مصادر للحدث: إدارة ترامب “تدرك” تفاصيل برنامج إيران النووي.. وقلقة من تطوره

قال مسؤولون أميركيون لـ “العربية و”الحدث” إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأعضاء حكومته أقرب من أي وقت مضى إلى سياسة الرئيس السابق جو بايدن عند طرح ملف إيران، وذكروا أنه من الملاحظ أن لهجة الرئيس الأميركي بشأن التوصل إلى حلّ مع طهران أصبحت متفائلة، كما أنه خفف أو تخلّى مع أعضاء إدارته عن التهديد المتكرر باستعمال القوة العسكرية، فيما حافظ الأميركيون على شرط واحد وهو “عدم حصول إيران على السلاح النووي”.

ترامب يريد إنجازاً
وأضاف المسؤولون أن “كل هذا التحوّل في خطاب ترامب وإدارته لا يأتي من فراغ، حيث يتحدث الكثير من العاملين في الإدارة الحالية عن أن الرئيس يريد تحقيق أي إنجاز بعدما أصيب بخيبة كبيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم يتمكّن من وقف الحرب في أوكرانيا”.

قال أحد المسؤولين الأميركيين القريبين من تفكير الرئيس إن “ترامب يريد تحقيق أمر يكون إنجازاً تاريخياً، والملف الإيراني مرشّح ليكون كذلك”.

وأوضح المسؤول الأميركي الذي تحدّث إلى “العربية” و”الحدث” “أن إنجاز هذا الملف سيفسح المجال لتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية”.
الحلّ بالتفاوض
شدّد المسؤول الأميركي لدى التحدّث إلى “العربية” و”الحدث” على أن “الادارة تريد حلاً يتمّ التفاوض عليه مع إيران، لأن الحلّ العسكري فائق التكلفة عسكرياً ودبلوماسياً، وسيخرّب منطقة الشرق الأوسط”.

تحتفظ الولايات المتحدة بقوة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، حاملة الطائرات “كارل فينسون” موجودة في منطقة خليج عدن، كما انضمت حاملة طائرات بريطانية إلى هذه القوة، ويتواجد سرب من طائرات “إف 35” وقوات أميركية في منطقة القيادة المركزية، كما تحتفظ القوات الجوية الأميركية بعدد من طائرات “بي 52” في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.

وقال مسؤول أميركي تحدّث إلى “العربية” و”الحدث” “إن الولايات المتحدة لديها خيارات دفاعية وهجومية في المنطقة، لكن الرسالة الآن هي رسائل متفائلة”.

“أميركا تعرف أسرار إيران”
أحد أبرز العوامل المساعدة في “ليونة” الإدارة الأميركية هو قدرتها الاستخبارية، الأميركيون يعرفون الأسرار الإيرانية، وقادرون على كشف تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، وأكد مسؤول أميركي منذ سنتين لـ “العربية” و”الحدث” هذا الأمر، كما تؤكّده مصادر الإدارة الحالية التي قالت لـ “العربية” و”الحدث”: “لدينا قدرة على رؤية تفاصيل البرنامج النووي.

وأفاد مسؤول أميركي لـ “العربية” و”الحدث” بأن “معرفتنا بالبرنامج النووي تشير إلى أنه يتطوّر بالقدرات والمعرفة، والولايات المتحدة ليست مرتاحة أبداً لتطوّر هذا البرنامج، لذلك نحن نريد حلّاً دبلوماسياً”.

لا يرى المتحدّثون من الإدارة الحالية حرجاً في التأكيد أحياناً على أن سياسة ترامب الحالية فيها وجوه من مقاربة سلفه جو بايدن، لكنهم يشدّدون على أن “ترامب مختلف، ولا يريد من إسرائيل أن تخرّب مسار المفاوضات مع إيران بعملية عسكرية، ويرغب ترامب في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، لأن الاضطراب في المنطقة له تأثير على كل العالم”.

وعلق مسؤول أميركي: “نعرف كيف نبدأ الحروب، لكننا لا نسيطر عليها ولا على مساراتها ومضاعفاتها، ولا نعرف كيف تنتهي”.

ربما يريد الأميركيون الآن طمأنة الشرق الأوسط والعالم بأن أي اتفاق مقبل مع إيران سيكون لمصلحة المنطقة والعالم، وسيشمل أي اتفاق أميركي – إيراني ما يكفي من إجراءات لعدم حصول إيران على السلاح النووي، وربما يشير إلى أن الولايات المتحدة هي الضامن الأساسي للأمن في منطقة الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *